النشأة
ولد عبد الحليم نويرة فى 19 يونيو 1916 فى قرية الصالحية مركز فاقوس. التحق فى بداية تعليمه بمدرسة سانت جوزيف بالظاهر وهناك تعلم الفرنسية واتقنها ولكن والده لاحظ انه بدا يبتعد عن اللغة العربية السليمة فالحقه بكتاب الشيخ عبد الرحيم لحفظ القرآن الكريم ليستقيم له نطق اللغة العربية بلا عوج وفعلا تحقق مراده حيث رتل عبد الحليم القرآن الكريم وهو لم يزل فى السابعة من عمره بلغة عربية سليمة.
الحياة الفنية
عاش عبد الحليم نويرة محاطا بجو مشبع بالموسيقى التقليدية العربية الاصيلة اذ كان والدة من هواة الاستماع اليها صديقا لكبار المغنيين والملحنين أمثال عبده الحامولى و محمد عثمان و يوسف المنيلاوى و عبد الحى حلمى و زكى مراد وكان هذا الوالد يعقد معهم اللقاءات الفنية ويقيم الحفلات الموسيقية بداره هذه البيئة الموسيقية العربية الاصيلة كان لها اثرها على الطفل الصغير فعشق الموسيقى العربية ولموهبته الموسيقية الفائقة مما حفز والده على مساندته وتشجيعه فوفر له كل وسائل الاستماع إلى عيون الاعمال الموسيقية العربية التقليدية.
فى عام 1930 اثناء دراسته الثانوية التحق عبد الحليم نويرة بالفرع المدرسى لمعهد الموسيقى العربية لدارسة الموسيقى دراسة منهجية.
استهل عبد الحليم حياته الفنية كمطرب وملحن بالاذاعة فور حصوله على دبلوم معهد الموسيقى العربية عام 1936 فكان يذيع وصلات غنى فيها من ناحيته بعض الاعمال منها موشح ( يا سائرا فى أدمعي) – دور( ياللى آسيت فؤادى) – دور( يانجمة ليه طالعة لواحدك ) وغيرها وفى الأربعينات اتجه الى التاليف الموسيقى فكتب الموسيقى التصويرية لبعض الافلام السينمائية التى زادت على المائة ومنها ( رجل المستقبل 1946 ) و( الأيمان 1952) و (طريق الفردوس 1965) و ( دنيا 1974 ) كما انضم الى نقابة المهن الموسيقية عند تاسيسها برئاسة السيدة أم كلثوم .
وفى اوائل الخمسينات عين قائدا لفرقة موسيقى الإذاعة وكان يتناوب قيادتها مع عزيز صادق و على فراج و ابراهيم حجاج وفى نفس الوقت كتب عدة اعمال موسيقية.
تولى عبد الحليم نويرة قيادة فرقة الموسيقى العربية فى منتصف عام 1967 ووضع للفرقة منهجا علميا يقوم على تقديم التراث فى صورة بعيدة عن التحريف والارتجال وحرص على تقديم روائع الموسيقى العربية التقليدية فى أسلوب يتلائم مع روح العصر كما تولى قيادة فرقة لاحياء الانشاد الدينى عام 1973 كما ساهم فى إنشاء فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية التابعة لاكاديمية الفنون.
أعماله
كان عبد الحليم يمارس عمله كأستاذ في المعاهد الموسيقية العليا والمتوسطة ويؤلف الموسيقى التصويرية للأفلام وفي ذات الوقت كان يعمل مفتشا للتربية الموسيقية في مدارس وزارة التربية والتعليم ألف للأفلام المصرية الموسيقى التصويرية لأكثر من ستين فيلما مصريا منها فيلم عنتر وعبلة و سفير جهنم ليوسف وهبي و الماضي المجهول لراقية إبراهيم وآخر فيلم كان الشوارع الخلفية وألف للمسرح زمنا طويلا فكان من ألحانه : أوبريت مراتي بنت جن أنتجتها فرقة المسرح الحر وألف أوبريت ليل يا عين وكان في كل هذه المجالات قائدا للأوركسترا ومدربا للفرقة الموسيقية.كما كان مديرا لإدارة الموسيقى في وزارة الثقافة منذ عام 1956 وحتى عام 1961 وفي ذات الوقت كان مديرا لأوركسترا الإذاعة من عام 1957 وحتى عام 1966 وعمل مديرا للمسرح الغنائي من عام 1961 وحتى عام 1967 إن أهم أعماله الفنية التي سيذكرها له تاريخ الموسيقى العربية هو تدريبه وتعليمه الفرقة العربية وقيادتها منذ عام 1967 لأن هذه الفرقة التي اختصت بغناء الأدوار والموشحات والقصائد العربية بشكل جماعي فإن غناءها لم يكن من النوع المألوف بل خرجت عن هذه الألوان المألوفة إلى لون آخر فأعطت لكل كلمة حقها من الأداء الموسيقي الحقيقي فالكلمة التي تعطي المعنى اللطيف كانت نغمتها لطيفة والكلمة التي تعطي المعنى القوي كانت نغمتها قوية كما أن نبرات أصوات المغنين كانت بين حادة وثقيلة ثم بين وضوح وإخفاء إنه غناء تمثيلي يأخذ السامع بين هذه التموجات الصوتية من حال إلى حال وفي الحقيقة أن هذه المرحلة التي توصل إليها عبد الحليم لاشك أنها بداية الطريق للنهضة الموسيقية العربية السليمة لقد انتسب عبد الحليم إلى جمعية المؤلفين التابعة لباريس منذ عام 1956 وهذه الجمعية تحفظ حقوق الفنان وتعود عليه بالفائدة لقاء جهده وألحانه وكلما أذيعت ألحانه في أي إذاعة كان له فيها حسابا واليوم يعمل عبد الحليم أستاذا محاضرا في المعاهد الموسيقية العليا في القاهرة منها المعهد العالي للتربية الموسيقية للبنات والبنين والمعهد العالي للموسيقى العربية والمعهد العالي للسينما ولعبد الحليم بعض الألحان للأغاني الخفيفة والثقيلة ولكن أكثر إنتاجه كان في التأليف الجماعي وهو ميال للأعمال الكبيرة من قيادة أوركسترا كبيرة وأوبريت وغيرها من الأعمال الضخمة وأعود لأقول أن أعظم أعماله كانت قيادته للفرقة العربية لأنه أحيا بواسطتها تراثنا الموسيقي ووضعه في إطار حديث من التوزيع الفني الراقي.
Commenti
Posta un commento